Aftab Afi
11-23-2014, 03:00 PM
الحلقة 61
خطبة الإمام زين العابدين × أمام يزيد
في الفتوح لابن الأعثم:5/132: (قال: ثم دعا يزيد بالخاطب ، وأمر بالمنبر فأحضر ثم أمر الخاطب فقال: إصعد المنبر فخبِّر الناس بمساوئ الحسين وعلي وما فعلا ! قال: فصعد الخاطب المنبر فحمد الله وأثنى عليه ، ثم أكثر الوقيعة في علي والحسين ، وأطنب في تقريظ معاوية ويزيد ، فذكرهما بكل جميل .
قال: فصاح علي بن الحسين: ويلك أيها الخاطب ، اشتريت مرضاة المخلوق بسخط الخالق ، فانظر مقعدك من النار !
ثم قال علي بن الحسين: يا يزيد أتأذن لي أن أصعد هذه الأعواد فأتكلم بكلام فيه رضا الله ورضا هؤلاء الجلساء ، وأجر وثواب؟
قال: فأبى يزيد ذلك ، فقال الناس: يا أمير المؤمنين إئذن له ليصعد المنبر لعلنا نسمع منه شيئاً ! فقال: إنه إن صعد المنبر لم ينزل إلا بفضيحتي وفضيحة آل أبي سفيان ! قيل له: يا أمير المؤمنين وما قدر ما يحسن هذا ؟ قال: إنه من نسل قوم قد زُقُّوا العلم زقاً .
قال: فلم يزالوا به حتى صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم خطب خطبة أبكى منها العيون ، وأوجل منها القلوب ، ثم قال:
أيها الناس ، من عرفني فقد عرفني ، ومن لم يعرفني أنبأته بحسبي ونسبي ، أيها الناس ، أنا ابن مكة ومنى وزمزم والصفا ، أنا ابن خير من حج وطاف وسعى ولبى ، أنا ابن خير من حمل البراق ، أنا ابن من أسري به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ، أنا ابن من بلغ به جبريل إلى سدرة المنتهى ، أنا ابن من دنا فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى ، أنا ابن من صلى بملائكة السما أنا ابن فاطمة الزهرا ، أنا ابن سيدة النسا ! قال: فلم يزل يعدد ذلك حتى ضج الناس بالبكاء والنحيب . قال: وخشي يزيد أن تكون فتنة فأمر المؤذن فقال: إقطع عنا هذا الكلام ! قال: فلما سمع المؤذن قال: الله أكبر ! قال: لا شئَ أكبر من الله ، فلما قال: أشهد أن لا إله إلا الله ! قال: يشهد بها شعري وبشري ولحمي ودمي ، فلما قال المؤذن: أشهد أن محمداً رسول الله ، التفت علي بن الحسين من فوق المنبر إلى يزيد فقال: محمدٌ هذا جدي أم جدك؟ فإن زعمت أنه جدك فقد كذبت ، وإن زعمت أنه جدي فلم قتلت عترته ؟!
قال: فلما فرغ المؤذن من الأذان والإقامة تقدم يزيد يصلي بالناس صلاة الظهر ، فلما فرغ من صلاته أمر بعلي بن الحسين وأخواته وعماته رضوان الله عليهم ، ففرِّغ لهم دارٌ فنزلوها ، وأقاموا أياماً يبكون وينوحون على الحسين رضي الله عنه).ونحوه مناقب آل أبي طالب:3/304 ، بتفاوت ، والإحتجاج:2/38 ،ولواعج الأشجان/234 ، وفيه: ( أيها الناس أعطينا ستاً وفضلنا بسبع: أعطينا العلم والحلم والسماحة والفصاحة والشجاعة والمحبة في قلوب المؤمنين ، وفضلنا بأن منا النبي المختار محمد ’ ومنا الصديق ومنا الطيار ومنا أسد الله وأسد رسوله ، ومنا سبطا هذه الأمة.. من عرفني فقد عرفني... حتى ضج الناس بالبكاء والنحيب وخشي يزيد أن يكون فتنة فأمر المؤذن فقطع عليه الكلام...).
~ ~
خطبة الإمام زين العابدين × أمام يزيد
في الفتوح لابن الأعثم:5/132: (قال: ثم دعا يزيد بالخاطب ، وأمر بالمنبر فأحضر ثم أمر الخاطب فقال: إصعد المنبر فخبِّر الناس بمساوئ الحسين وعلي وما فعلا ! قال: فصعد الخاطب المنبر فحمد الله وأثنى عليه ، ثم أكثر الوقيعة في علي والحسين ، وأطنب في تقريظ معاوية ويزيد ، فذكرهما بكل جميل .
قال: فصاح علي بن الحسين: ويلك أيها الخاطب ، اشتريت مرضاة المخلوق بسخط الخالق ، فانظر مقعدك من النار !
ثم قال علي بن الحسين: يا يزيد أتأذن لي أن أصعد هذه الأعواد فأتكلم بكلام فيه رضا الله ورضا هؤلاء الجلساء ، وأجر وثواب؟
قال: فأبى يزيد ذلك ، فقال الناس: يا أمير المؤمنين إئذن له ليصعد المنبر لعلنا نسمع منه شيئاً ! فقال: إنه إن صعد المنبر لم ينزل إلا بفضيحتي وفضيحة آل أبي سفيان ! قيل له: يا أمير المؤمنين وما قدر ما يحسن هذا ؟ قال: إنه من نسل قوم قد زُقُّوا العلم زقاً .
قال: فلم يزالوا به حتى صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم خطب خطبة أبكى منها العيون ، وأوجل منها القلوب ، ثم قال:
أيها الناس ، من عرفني فقد عرفني ، ومن لم يعرفني أنبأته بحسبي ونسبي ، أيها الناس ، أنا ابن مكة ومنى وزمزم والصفا ، أنا ابن خير من حج وطاف وسعى ولبى ، أنا ابن خير من حمل البراق ، أنا ابن من أسري به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ، أنا ابن من بلغ به جبريل إلى سدرة المنتهى ، أنا ابن من دنا فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى ، أنا ابن من صلى بملائكة السما أنا ابن فاطمة الزهرا ، أنا ابن سيدة النسا ! قال: فلم يزل يعدد ذلك حتى ضج الناس بالبكاء والنحيب . قال: وخشي يزيد أن تكون فتنة فأمر المؤذن فقال: إقطع عنا هذا الكلام ! قال: فلما سمع المؤذن قال: الله أكبر ! قال: لا شئَ أكبر من الله ، فلما قال: أشهد أن لا إله إلا الله ! قال: يشهد بها شعري وبشري ولحمي ودمي ، فلما قال المؤذن: أشهد أن محمداً رسول الله ، التفت علي بن الحسين من فوق المنبر إلى يزيد فقال: محمدٌ هذا جدي أم جدك؟ فإن زعمت أنه جدك فقد كذبت ، وإن زعمت أنه جدي فلم قتلت عترته ؟!
قال: فلما فرغ المؤذن من الأذان والإقامة تقدم يزيد يصلي بالناس صلاة الظهر ، فلما فرغ من صلاته أمر بعلي بن الحسين وأخواته وعماته رضوان الله عليهم ، ففرِّغ لهم دارٌ فنزلوها ، وأقاموا أياماً يبكون وينوحون على الحسين رضي الله عنه).ونحوه مناقب آل أبي طالب:3/304 ، بتفاوت ، والإحتجاج:2/38 ،ولواعج الأشجان/234 ، وفيه: ( أيها الناس أعطينا ستاً وفضلنا بسبع: أعطينا العلم والحلم والسماحة والفصاحة والشجاعة والمحبة في قلوب المؤمنين ، وفضلنا بأن منا النبي المختار محمد ’ ومنا الصديق ومنا الطيار ومنا أسد الله وأسد رسوله ، ومنا سبطا هذه الأمة.. من عرفني فقد عرفني... حتى ضج الناس بالبكاء والنحيب وخشي يزيد أن يكون فتنة فأمر المؤذن فقطع عليه الكلام...).
~ ~